الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: مجمع الأمثال **
266- إِنَّ الْحُسُومَ يُورِثُ الحُشُومَ. قالوا: الحسوم الدؤوب والتتابع، والحشوم: الإعياء، يقال: حَشَمَ يَحْشِمُ حُشُوماً إذا أعيا، وهذا في المعنى قريب من قوله عليه الصلاة والسلام "إنَّ الْمُنْبَتَّ - الحديث" وقال الشاعر (نسبة في اللسان (ح ش م) لمزاحم) يصف قطاة: فَعَنَّتْ عُنُوناً وَهْيَ صَغْوَاء مَا بِهَا * وَلاَ بالْخَوَافِي الضَّارِبَاتِ حُشُوُم 267- أوَّلُ الشَّجَرَةِ النَّوَاةُ. يضرب للأمر الصغير يتولد منه الأمرُ الكبير. 268- آفَةُ الْعِلْمِ النِّسْيَانُ. قال النسابة البكريّ: إن للعلم آفة ونكدا وهُجْنَة واستجاعة، فآفته نسيانه، ونكده الكذب فيه، وهُجْنته نَشْره في غير أهله، واستجاعته أن لا تشبع منه. 269- آفَةُ الْمُرُوءَةِ خُلْفُ الْمَوْعِدِ. يروى هذا عن عَوْف الكلبي. 270- أكَلَ رَوْقَهُ. يضرب لمن طال عمره وتَحَاتَّت أسنانه، والرَّوْقُ: طولُ الأسنان، والرجل أرْوُق، قال لبيد: تُكْلِحُ الأرْوَقَ مِنْهُمْ وَالأَيَلّْ* 271- ألْفُ مُجِيزٍ وَلاَ غَوَّاصٌ. الإجازة: أن تعبر بإنسان نهراً أو بحراً يقول: يوجد ألف مجيز ولا يوجد غَوَّاصٌ لأن فيه الخطر. يضرب لأمرين أحدهما سَهْل والآخر صَعْب جدا. 272- الإِينَاسُ قَبْلَ الإِبْسَاسِ. يقال: آنَسَهُ أي أوْقَعَه في الأنس، وهو نقيض أوْحَشَه، والإبساس: الرِّفْقُ بالناقة عند الْحَلب، وهو أن يقال: بس بس، قال الشاعر: وَلقَدْ رَفَقْتُ فَما حَلِيتُ بِطَائِلٍ * لا ينفع الإبْسَاُس بِالإِينَاسِ يضرب في المُدَاراة عند الطلب. 273- إِذَا نُصِرَ الرَّأْيُ بَطَلَ الْهَوَى. يضرب في اتباع العقل. 274- إِنَّا لَنَكْشِرُ (كذا،وأظنه "إنا لنبش") في وُجُوهِ أقْوَامٍ وَإِنَّ قُلُوبَنَا لَتَقْلِيهِمْ. ويروى "وإن قلوبنا لتلعنهم" هذا من كلام أبي الدَّرْدَاء. 275- إِنَّهُ لَعُضْلَةٌ مِنَ الْعُضَلِ. أي دَاهِية من الدواهي، وأصله من العَضْل، وهو اللحم الشديد المكتنز. [ص 60] 276- إِنَّهُ لَذُو بَزْلاَءَ. البَزْلاَء: الرأي القوي الجيد، وقال: إني إذَا شَغَلَتْ قَوْمًا فُرُوجُهُمُ * رَحْبُ الْمسَالِكِ نَهَّاضٌ بِبَزْلاَءِ أي بالأمر العظيم، وأنَّثَ على تأويل الخطة. قلت: ويجوز أن يكون المعنى نَهَّاض إلى الأمر ومعي رأيي، وأصله من البازل، وهو القويُّ التام القوة، يقال: جمل بازل، وناقة بازل، كذلك. 277- إنَّكَ لاَ تَسْعَى بِرِجْلِ مَنْ أبَى. يضرب عند امتناع أخيك من مساعدتك. 278- إنْ كُنْتَ ذُقْتَهُ فَقَدْ أكَلْتُهُ. يَضْرِبُه الرجلُ التام التجربة للأمور. 279- إيَّاكَ والبَغْيَ فَإِنَّهُ عِقَالُ النَّصْرِ. قاله محمد بن زُبَيْدة لصاحب جيش له . 280- إنَّها لَيْسَتْ بخُدْعَةِ الصَّبِيَّ. يقال: أرسل أميرُ المؤمنين علي رضي الله عنه جريرَ بن عبد الله البَجَلي إلى معاوية ليأخذه بالبيعة، فاستعجل عليه، فقال معاوية: إنها ليست بخُدْعَة الصبيّ عن اللبَنِ. هو أمر له ما بعده، فأبْلِعْنِي ريقي، والهاء في "إنها" للبَيْعَة، والخُدْعة: ما يخدع به، أي ليس هذا الأمر أمرا سهلا يُتَجَوَّزُ فيه. 281- إنْ لَمْ تَعَضَّ عَلَى القَذَى لَمْ تَرْضَ أبَداً. يضرب في الصبر على جفاء الإخوان. 282- إذَا كُنْتَ فيِ قَوْمٍ فَاحْلُبْ في إنَائِهمْ. يضرب في الأمر بالمُوَافقة، كما قال الشاعر: إذا كُنْتَ في قَوْمٍ عِدىً لَسْتَ منهمُ * فكُلْ ما عُلِفْتَ مِنْ خَبِيثٍ وَطَيِّبِ 283- إذَا أتْلَفَ النَّاسُ أخْلَفَ الياسُ. الناس - بالنون - اسم قَيْس عَيْلاَن ابن مُضَر، والياس - بالياء - أخوه، وأصله إلياس بقطع الألف، وإنما قالوا الياس لمزاوجة الناس. يضرب عند امتناع المطلوب. 284- إذَا حَانَ القَضَاءُ ضاقَ الفَضاءُ. 285- إذَا ظَلَمْتَ مَنْ دُونَكَ فَلا تَأمَنْ عَذَابَ مَنْ فوْقَك. 286- إِنْ لا أكُنْ صِنْعاً فَانِّي أعْتَثِمُ أي: إن لم أكن حاذقا فإني أعمل على قَدْر معرفتي. يقال: عَثَمَ العَظْمَ، إذا أساء الجَبْر، [ص 61] واعْتَثَمَتِ المرأةُ المزادَةَ، إذا خرزَتْها خَرْزا غير محكم. 287- إنما نَبْلُكَ حِظاءٌ. الحِظَاء: جمع الحَظْوَة، وهي المرماة. يضرب للرجل يُعَيَّر بالضعف. 288- إِنَّهُ لَيُفْرِغُ مِنْ إِناءٍ ضَخْمٍ في إناءِ فَعْمٍ. أي ممتلئ. يضرب لمن يحسن إلى مَنْ لا حاجة به إليه. 289- إِنَّ مَعَ الْكَثْرَةِ تَخاذُلاً، وَمَعَ الْقِلَةِ تَماسُكا. يعني في كثرة الجيش وقلته. 290- إِذَا تَكَلَّمْتَ بِلَيْلٍ فَاخْفِضْ، وإذَا تَكَلمْتَ نَهَاراً فَانْفُضْ. أي التفت هَلْ ترى مَنْ تكرهه. 291- إِذا قامَ جُنَاةُ الشَّرِّ فَاقْعُدْ. هذا مثل قولهم "إذا نَزَا بك الشَّرُّ فاقعد". 292- إِن المنَاكِحَ خَيرُهَا الأبْكارُ. المناكح: جمع المَنْكُوحة، وحَقُّها المناكيح فحذف الياء، ومعنى المثل ظاهر. 293- إِنْ كنْتَ مُنَاطِحاً فَناطِحْ بِذَواتِ القُرُونِ. هذا مثل المثل الآخر "زاحِمْ بِعوْدٍ أو فَدَعْ". 294- إِذَا صَاحَتِ الدَّجاجَةُ صِياحَ الدِّيكِ فَلْتُذْبَحْ. قاله الفرزدق في امرأة قالت شعراً. 295- إِياكَ وَعَقِيلَةَ الْمِلْحِ. العقيلة: الكريمة من كل شيء، والدرة لا تكون إلا في الماء الملح، يعني المرأة الحسناء في مَنْبِتِ السوء. 296- إِذَا جَاذَبَتْهُ قَرِينَتُهُ بَهَرَهَا. أي: إذا قُرِنت به الشديدةُ أطَاقَهَا وغَلَبها. 297- إنَّهُ لَيَنْزُو بَيْنَ شَطَنَيْنِ. أصله في الفرس إذا استعصى على صاحبه فهو يَشُدُّه بحبلين. يضرب لمن أخذ من وجهين ولا يدري. 298- إِذَا قُلْتَ لَهُ زِنْ، طَأطَأ رَأْسَهُ وَحَزِنْ. يضرب للرجل البخيل. 299- إذَا رَآني رَأى السِّكِّينَ في الماءِ. يضرب لمن يخافك جدّا. 300- أُمُّ الجَبانِ لاَ تَفْرَحُ وَلاَ تَحْزَنُ. لأنه لا يأتي بخير ولا شر أينما توجه لجبنه. [ص 62] 301- أُمُّ الصَّقْرِ مِقْلاَتٌ نَزُور. يضرب في قِلَّة الشيء النفيس. 302- أُمُّ قُعَيْسٍ وَأَبُو قُعَيْسٍ، كِلاهُمَا يَخْلِطُ خَلْطَ الْحَيْسِ. يقال: إن أبا قُعَيْس هذا كان رجلاً مُرِيباً، وكذلك امرأته أم قعيس، فكان يُغْضِي عنها وتغضي عنه، والحَيْسُ عند العرب: التمر والسمن والأقِط غير المختلط، قال الراجز: التمر والسمن جميعاً وَالأَقِطْ * الحيْسُ إلاَّ أنه لم يختلط 303- إِذَا أتاكَ أحَدُ الخَصْمَيْنِ وَقَدْ فقئَتْ عَيْنُهُ فَلاَ تَقْضِ لَهُ حَتَّى يَأتِيَكَ خَصْمُهُ فَلَعَلَّهُ قَدْ فُقِئَتْ عَيْنَاهُ جَمِيعَا. هذا مثل أورده المنذريّ وقال: هذا من أمثالهم المعروفة. 304- أوَّلُ ما أطْلَعَ ضَبُّ ذَنَبَهُ. قال أبو الهيثم: يقال ذلك للرجل يصنع الخير ولم يكن صَنَعه قبل ذلك، قال: والعرب ترفع أوَّل وتنصب ذَنَبَه على معنى أول ما أطلع ذَنَبَه. قلت: رفع أول على تقدير هذا أول ما أطلع ضب ذنبه: أي هذا أولُ صنيعٍ صنَعَه هذا الرجل، قال: ومنهم من يرفع أول ويرفع ذنبه، على معنى أولُ شيء أطلعه ذنُبه،ومنهم من ينصب أول وينصب ذنبه على أن يجعل أول صفة، يريد ظرفاً على معنى في أول ما أطلع ضب ذنبه. 305- إِنْ فَعَلْتَ كَذَا فبِهَا ونِعْمَتْ. قال أبو الهيثم: معنى "بها" تعجب كما يُقَال: كفاك به رجلا، قال: المعنى ما أحْسَنَهَا من خَصْلة، ونعمت الخصلة هي، وقال غيره: الهاء في "بها" راجعة إلى الوثيقة، أي إن فعلتَ كذا فبالوثيقة أخذتَ، ونعمت الخصلة الأخذ بها. 306- أهْلَكَ فَقَدْ أعْرَيْتَ. أي بَادِرْ أهلَكَ وعَجِّل الرجوعَ إليهم فقد هاجت ريح عرية - أي: باردة - ومعنى أعريْتَ دخلت في العَرِيَّة (العرية: الريح الباردة) كما يقال "أمسيت" أي دخلْتَ في المساء. 307- إسْتَأصَلَ اللّهُ عَرْقاتَهُ. قال أبو عمرو: يقال استأصل الله عَرْقَاتَ فلانٍ، وهي أصله، وقال المنذري: هذه كلمة تكلمت بها العرب على وجوه، قالوا: استأصل الله عَرْقَاتَه وعِرْقَاتَه وعِرْقَاتِهِ وعِرْقَاتَه، قلت: لم يزيدا على ما حكيت، وأرى أنها مأخوذة من العِرْقَة، [ص 63] وهي الطرة تنسج فتدار حول الفسطاط، فتكون كالأصل له، ويجمع على عِرْقَات، وكذلك أصل الحائط يقال له: العرق، فأما سائر الوجوه فلا أرى لها ذكراً في كتب اللغة، إلا ما قاله الليث فإنه قال: العِرْقَاة من الشجر أرُومَة الأوسط، ومنه تتشعب العروق وهو على تقدير فِعْلاَة، وقال ابن فارس والأزهري: العرب تقول في الدعاء على الإنسان: استأصل الله عِرْقَاتَه ينصبون التاء لأنهم يجعلونها واحدةً مؤنثة مثل سِعْلاَة، وقال آخرون: بل هي تاء جماعة المؤنث، لكنهم خَفَّفوه بالفتح، قال الأزهري: من كسر التاء في موضع النصب وجعلها جمع عِرْقَة فقد أخطأ. 308- أخَذَهُ بِأبْدَحَ وَدُبَيْدَحَ. إذا أخذه بالباطل، قاله الأصمعي، ويقال: أَكَلَ مالَه بأبْدَحَ ودبيدح، قال الأصمعي: أصله دُبَيْح فقالوا: دُبَيْدَح بفتح الدال الثانية. قلت: تركيب هذه الكلمة يدل على الرخاوة والسهولة والسعة، مثل البَدَاح للمتسع من الأرض، ومثله تَبَدَّحَت المرأة إذا مشت مشية فيها استرخاء، فكأن معنى المثل: أكل ماله بسهولة من غير أن ناله نَصَب، ودُبَيْح - على ما قاله الأصمعي - تصغير أدْبَحَ مرَّخما، حكى الأصمعي: أن الحجاج قال لجبلة: قل لفلان أكلْت مال الله بأبْدَحَ ودُبَيْدَح (يضرب للأمر الذي يبطل ولا يكون) فقال له جبلة: خواستة ايزد بخورى بلاش وماش. 309- إِيّاكَ وَأَعْرَاضَ الرِّجالِ. هذا من كلام يزيد بن المَهلَّب فيما أوصى ابنه مَخْلدا: إياك وأعراض الرجال، فإن الحر لا يُرْضِيه من عرضه شيء، واتَّقِ العقوبة في الأبشار، فإنها عار باقٍ وَوِتْرٌ مطلوب. 310- إِنّهُ لَشَدِيدُ النّاظرِ. أي بريء من التُّهمَةَ ينظر بملء عينيه. 311- إِنّهُ لَغَضِيضُ الطّرْفِ. أي يَغُضُّ بصره عن مال غيره، ة و"نقيُّ الطرف" أي ليس بخائن. 312- إِنّهُ لَضَبُّ كَلَدَةٍ لاَ يُدْرَكُ حَفْرا وَلاَ يُؤْخَذُ مُذَنّبا. الكَلَدة: المكان الصُّلْب الذي لا يعمل فيه المِحْفَار، وقوله "لا يؤخذ مذنباً" أي ولا يؤخذ من قِبَلِ ذَنَبه من قولهم "ذَنَّب البسر" إذا بدا فيه الإرطاب من قبل ذنبه. يضرب لمن لا يدرك ما عنده. [ص 64] 313- إِنّهُ لَزَحَّارٌ بِالدَّوَاهِي. يضرب للرجل يولِّد الرأيَ والحيلَ حتى يأتي بالداهية، وقال (البيت لشيم بن خويلد كما في الصحاح (خ ف ق) وأنشده هناك: وقد طلقت ليلة كلها * فجاءت به مودنا خنفقيقا والمودن: الضاوي، والخنفقيق: الداهية). زحَرْتِ بها ليلةً كلَّهَا * فجئْتِ بها مودناً خَنْفقيقا 314- إِنّهُ لَغَيْرُ أبْعَدَ. يضرب لمن ليس له بُعْدُ مذهبٍ: أي غَوْر. قال ابن الأعرابيّ: إن فلاناً لذُو بعدة: أي لذو رأيٍ وحَزْم، فإذا قيل "إنه غير أبعد" كان معناه لا خَيْرَ فيه. 315- إِنَّما أنْتَ عَطِينَةٌ، وَإِنَّما أنْتَ عَجينَةٌ. أي إنما أنت مُنْتِن مثل الإهَاب المَعْطُون . يضرب لمن يذم في أمر يتولاه. أنشد ابن الأعرابي: يا أيها المُهْدِي الخَنَا من كَلاَمِهِ * كأنك يَضْعو فِي إزارِك خِرْنِقُ وأنت إذا انضمَّ الرجال عطينة * تُطَاوح بالآنافِ ساعة تَنْطِقُ 316- إِنّهُ لَمُنْقَطِعُ القِبالِ. قالوا: القِبَال ما يكون من السير بين الأصبعين إذا لبستَ النعلَ، ويراد بهذه اللفظة أنه سيء الرأي فيمن استعان به في حاجة. 317- إِنّهُ لَمَوْهُونُ الفَقَارِ. وَهَنَ يَهِنُ وَهْناً إذا ضعف، ووَهَنْتُُه أضْعَفْته، لازم ومتعدّ، قال الليث: رجل واهن في الأمر والعمل، وموهون في العظم والبدن، قال طَرَفة: وَإِذَا تَلْسُنُنِي ألْسُنُهَا * إِنَّني لَسْتُ بِمَوْهُونٍ فقر يضرب للرجل الضعيف. 318- إِنّما نُعْطِي الَّذِي أُعْطِيناَ. أصله كما رواه ابن الأعرابي عن أبي شبيل قال: كان عندنا رجل مئناث، فولدت له امرأته جارية فصبر، ثم ولدت له جارية فصبر، ثم ولدت له جارية فهجرها وتحوَّلَ عنها إلى بيت قريب منها، فلما رأت ذلك أنشأت تقول: ما لأبي الذَّلْفَاء لا يأتينا * وَهُوَ فِي الْبَيْتِ الذي يَلِيَنا يَغْضَبُ إنْ لَمْ نَلِدِ الْبَنِيَنا * وإنَّما نُعْطِي الذي أُعْطينَا [ص 65] فلما سمع الرجل ذلك طابت نفسه ورجع إليها. يضرب في الاعتذار عما لا يملك. 319- إيّاكُمْ وَحَمِيَّةَ الأوْقابِ. قال أبو عمرو: الأوقاب والأوغابُ الضعفاء، ويقال الحمقى، يقال: رجل وَقْب ووَغْب، قال: وهذا من كلام الأحنف ابن قيس لبني تميم وهو يوصيهم: تَبَاذَلُوا تحابُّوا، وتهادوا تذهب الإحَنُ والسَّخَائم، وإياكم وحَمِيَّةَ الأوقاب، وهذا كقولهم: أعود بالله من غلبة اللئام (في نسخة "إياكم وغلبة اللئام"). 320- إِنّهُ لَهُوَ أوِ الجِذْلُ. الجِذْلُ: أصل الشجرة. يضرب هذا إذا أشكل عليك الشيء فطننت الشخص شخصين، ومثله. 321- إِنّهُمْ لَهُمْ أوِ الحرَّةُ دَبِيباً. أي في الدبيب. يضرب عند الإشكال والتباس الأمر. 322- إِنَّ الشقِيَّ يُنْتَحَي لَهُ الشّقِي أي: أحدهما يُقَيَّضُ لصاحبه فيتعارفان ويأتلفان. 323- أمْرُ اللّهُ بَلْغٌ يَسْعَدُ بِهِ السُّعدَاءُ وَيَشْقَى بِهِ الأشْقِياءُ. بَلْغ: أي بالغ بالسعادة والشقاوة، أي نافذ بهما حيث يشاء. يضرب لمن اجتهد في مَرْضَاة صاحبه فلم ينفعه ذلك عنده. 324- إنْ كُنْتِ تُرِيدِينِي فَأنا لَكِ أرْيَدُ. قال أبو الحسن الأخفش: هذا مثل، وهو مقلوب، وأصله أرْوَدُ، وهو مثل قولهم: هو أحْيَلُ الناس، وأصله أحْوَلُ من الحَوْل. 325- إنَّ جُرْفَكَ إلىَ الْهَدْمِ. الجُرْفُ: ما تجرفته السيول، والمعنى إن جُرْفَك صائر إلى الهدم. يضرب للرجل يُسْرِع إلى ما يكرهه، ومثله قولُهم. 326- إِنَّ حَبْلَكَ إلَى أُنْشُوطَةٍ. الأُنْشُوطة: عُقْدة يَسْهُل انحلالها كعقدة تِكَكِ السراويل، وتقديره: إن عُقْدَةَ حبلك تصير وتنسب إلى أنشوطة. 327- إِيَّاكَ وَقَتِيلَ العَصَا. يريد إياك وأن تكون القتيلَ في الفتنة [ص 66] التي تفارق فيها الجماعة، والعصا: اسم للجماعة، قال: فَلِلّه شعبا طية صَدَعَا الْعَصَا * هِيَ الْيَوْمَ شَتَّى وَهْيَ أمْسِ جَمِيعُ يريد فرّقا الجماعة الذين كانوا متجاورين، وكان حقه أن يقول صدعت على فعل الطية لكنه جعله فعل الشعبين توسعاً، وقوله "هي اليوم" يعني العصا، وهي الجماعة، وشَتَّى أي متفرقة. 328- إِنَّكَ لاَ تَهْدِي الْمُتَضَالَّ. أي من ركب الضلالَ على عمدٍ لم تقدر على هدايته. يضرب لمن أتى أمراً على عمد وهو يعلم أن الرشاد في غيره. 329- إِنَّ القَلُوصَ تَمْنَعُ أَهْلَهَا الْجَلاَءَ. وذلك أنها تنتج بطنا فيشرب أهلها لبنها سَنَتَهم ثم تنتج رُبَعاً فيبيعونه، والمراد أنهم يتبلَّغون بلبنها وينتظرون لِقاحها. يضرب للضعيف الحال يجاور مُنْعِماً. 330- إنَّكَ إلىَ ضَرَّةِ مالٍ تَلْجَأ. قال ابن الأعرابي: أي إلى غنىّ. والضرة: المال الكثير، والمضرّ: الذي تَرُوحُ عليه ضرة من المال، قال الأشعر: بِحَسْبِكَ في القوم أن يَعْلَمُوا * بأنَّكَ فيهم غَنِيّ مُضِرّْ 331- إِذا شَبِعَتِ الدَّقِيقَةُ لَحِسَت الجَلِيلَة. الدقيقة: الغنم، والجليلة: الإبل، وهي لا يمكنها أن تشبع، والغنم يُشْبعها القليل من الكلأ فهي تفعل ذلك. يضرب للفقير يخدُمُ الغنيَّ. 332- إذا أَخْصَبَ الزَّمانُ جاءَ الغَاوِي وَالهاوِي. يقال: الغاوي الجراد، والغوغاء منه، والهاوي: الذباب تهوي أي تجيء وتقصد إلى الخِصْب. يضرب في ميل الناس إلى حيث المال. 333- إذا جاءَتِ السَّنَةُ جاءَ مَعَهَا أَعْوَانُهَا. يعني الجراد والذباب والأمراض، يعني إذا قَحِطَ الناسُ اجتمع البلايا والمحن. 334- إنَّ اطِّلاَعاً قَبْلَ إينَاسٍ. يضرب في ترك الثقة بما يورد المنهي دون الوقوف على صحته، يعني أن نظرا ومطالعة بصحة معرفتك قبل إشعارك التيقن. أنشد ابن الأعرابي: وإنْ أَتَاكَ امرؤ يَسْعَى بكَذْبَتِهِ * فانْظُرْ فإنَّ اطِّلاَعا قبل إيناسِ الاطلاع: النظَر، والإيناس: التيقن. [ص 67] 335- إِنّمَا يُهْدَمُ الحَوْضُ مِنْ عُقْرِهِ . العُقْر: مؤخر الحوض، يريد يؤتى الأمر من وجهه. 336- أنَا أعْلَمُ بِكَذَا مِنَ المائِحِ بِاسْتِ الماتِحِ. المايح بالياء: الذي في أسفل البئر، والماتح: الذي يستقي من فَوْقُ، وقال: يا أَيُّهَا المَائِحُ دَلْوِي دُونَكَا* 337- إِنَّهُ سَرِيعُ الإِحارَةِ. أي سريع اللُّقَم كبيرُها، والإحارة: ردُّ الجواب ورَجْعه، ومنه: "أَرَاكَ بَشْر ما أَحَاَر مِشْفَرُ" (هذا مثل، وقد فسره الجوهري بقوله: أغناك الظاهر عن سؤال الباطن، وأصله في البعير) أي ما ردّه ورجَعه مِشفَرُه إلى بطنه. 338- أَنْ أُصْبِحَ عِنْدَ رَأْسِ الأَمْرِ أَحَبُّ إلَيَّ مِنَ َأَنْ أُصْبِحَ عِنْدَ ذَنَبِهِ. يضرب في الحث على التقدم في الأمور. 339- إِنَّ أكْلَهُ لَسَلَجانٌ، وَإِنَّ قَضَاءَهُ لَليَّانٌ، وَإِنَّ عَدْوَهُ لرَضَمانٌ. أي يحبُّ أن يأخذ ويكره أن يَقْضي وقوله "لرضمان" معناه بطئ، مأخوذ من قولهم برذون مَرْضُوم العصب إذا كان عصبه قد تشنَّج وإذا كان كذلك بَطُؤ سيره. 340- إنْ لاَ تَجِدْ عَارِماً تَعْتَرِمْ. يضرب للمتكلف ما ليس من شأنه. وأصله من عَرَمَ الصبُّي ثديَ أمه، وأنشد يونس: ولا تًلْفَيَنَّ كذاتِ الغلا * م إِنْ لم تَجِدْ عَارِماً تَعْتَرِمْ يعني أن الأم المرضع إن لم تجد من يمصُّ ثديَهَا مَصَّته هي. قال: ومعنى المثل لا تكن كمن يهجو نفسه إذا لم يجد من يهجوه. 341- إنَّ كَثِيرَ النّصِيحَةِ يَهجُمُ عَلَى كَثِيرِ الظِّنَّةِ. أي إذا بالَغْتَ في النصيحة اتَّهمك من تنصحه. 242- أَتاهُ فَمَا أبْرَدَ لَهُ ولا أَحَرَّ. أي ما أطعمه بارداً ولا حارّاً. 343- أَنْتَ كَبَارِحِ الأرْوَى. البارح: الذي يكون في البَرَاح، وهو الفضاء الذي لا جَبَلَ فيه ولا تلّ، والأروى: الإناث من المِعْزَى الجبلية، وهي لا تكون إلا في الجبل فلا تُرَى قط في البَرَاح.يضرب لمن تطول غيبته. [ص 68] 344- إذَا العَجُوزُ ارْتَجَبَتْ فَارْجُبْهَا. يقال: رَجَبْته إذا هِبته وعظّمته، ومنه رَجَبُ مُضَرَ، لأن الكفار كانوا يهابونه ويعظمونه ولا يقاتلون فيه. ومعنى المثل إذا خوفَتْكَ العجوز نفسَها فخَفْها لا تذكر منك ما تكره. 345- إِنَّمَا هُوَ الفَجْرُ أَو الْبَجْرُ. أي إن انتظرت حتى يُضيء لك الفجر الطريقَ أبصرتَ قدرك، وإن خبطت الظَّلْماء وركبت العَشْواء هَجَما بك على المكروه. يضرب في الحوادث التي لا امتناع منها.
|